الفيديو 17: توضيح القواعد والمفردات المُستخدمة

لعل التصريف أو الإعراب هو أحد أكبر المشاكل لمتعلمي اللغة الألمانية. سنبدأ هنا من الأساس.

كلّ ماسنذكرهُ هنا مفصّلٌ لاحقاً بشكلٍ موسع في فصل التصريف في الألمانية.

1) في المئات، إذا لم يكن الآلاف من صفحات الإنترنت، ستقرأ أن السبب الرئيسي الذي يجعل الألمانية لغةً صعبة هو التصريف.

الإعتراف بهذا سيكونُ غريباً، إذ أن الألمانية، كلغة تستخدم التصريف، هي كما العديد العديد من اللغات. يوجد فقط القليل من اللغات التي لاتستخدم التصريف، كالإنكليزية، الإسبانية، السويدية والفارسية. إلا أن النسبة الهائلة من اللغات تستخدم التصريف في قواعد تحدثها، كالعربية بالتأكيد، والروسية، البولندية والهنغارية. بالتالي ليس من المنصف القول بأن الألمانية صعبة نظراً لاستخدامها التصريف، إذ هي ليست الوحيدة في ذلك على الإطلاق.

2) لمَ نستخدمُ التصريف؟

سيكون من الممكن القول (وبذلك نقصد سيكون من المفهوم أن نقول): أمجد يُعطي تفاحة الرجل (دون تشكيل للأسماء أو استخدام لأحرف الجر).

إذا علمت أن أحدهما يعطي الآخر تفاحةً، ستعلم أن أمجد يعطي التفاحةَ لللرجلِ، وليس العكس. أيضاً في هذه الحالة، ليس من الممكن أن نفهم مثلاً أن أمجد يعطي الرجلَ للتفاحة!

لكن لفهم ذلك، علينا أن ندقق قليلاً في الجملة، كما أن تكرار مثل هذه الجملة عدداً من المرات سيزيد من فرصة الخطأ في إدراك ماهو صحيح.

خذ مثالاً آخر: أنا أتبرعُ دراجة جمعية الرجل. مرةً أخرى، قد نقعُ في لغطٍ ما عند محاولة فهم المقصود، إذ قد يُقصد بهذه الجملة أنا أتبرعُ بدراجةٍ لجمعيةِ الرجلِ، أو أنا أتبرعُ بدراجةِ الجمعيةِ للرجلِ.

من الواضح من خلال المثالين السابقين أن نجد أن فهم الجملة سيكون أسهل بكثير إذا وُجد نوع من العلاقات بين عناصر الجملة (بذلك نقصد معرفة من الفاعل، المفعول به، المضاف إلية وغيرها). إذا أردنا أن نكون دقيقين يمكن أن نقول:
لاتوجد أي لغة على الإطلاق لاتستخدم التصريف لإدراك العلاقة بين عناصر الجملة، لكن الفرق يكمن في طريقة التصريف، إذ أن الإنكليزية مثلاً تقوم بذلك باستخدام أحرف الجر (وهو ممكن في العربية، فتصبح الجملة الأولى: أمجد يعطي تفاحة للرجل، إلا أننا سنحتاجُ التشكيل أيضاً لعدم الوقوع في أي لغط)، والعديد من اللغات الأخرى، ومنها الألمانية، تقوم بذلك بتغيير أداة التعريف أو التنكير، الضمير الشخصي، ضمير الملكية، وحتى الاسم ذاتهُ.

3) كيف يتم إنشاء العلاقة بين عناصر الجملة في الألمانية؟

بدايةً، سنناقش ذلك في العربية. إذا أردنا أن نبني جملة نبين فيها أحمد يعطي تفاحةً لرجلٍ ما، فنحن أمام عدد من الخيارات:

إذا كان كل من الرجل والتفاحة مُعرّفان (أي أننا نعلمُ عن أيّ رجلٍ وأيّ تفاحةٍ نتحدث)، سنقول أمجد يعطي التفاحةَ للرجلِ.

إذا كان كلاهما غير معرّفان، سنقول أمجد يعطي رجلاً تفاحةً.

إذا كان الرجلُ معرّفاً والتفاحةُ غير معرّفة سنقول أمجد يعطي الرجلَ تفاحةً.

وأخيراً إذا كان الرجلُ غير معرّفٍ والتفاحةُ معرّفة سنقول أمجد يعطي التفاحةَ لرجلٍ ما.

إذا أردنا التفكير فيما حدث من وجهة نظر شخصٍ ألمانيّ، الفعل يعطي في الألمانية يتطلب مفعولان به، أحدهما مباشر (ماالشيء الذي نعطيه؟)، والآخر غير مباشر (لمن نعطي الشيء؟). في حالتنا هذه، الرجل هو مفعول به غير مباشر والتفاحة مفعول به مباشر.

الآن لاحظ أننا في العربية قد نستخدمُ أحرف الجر للتعبير عن العلاقة بين كلا المفعولين (مجدداً، هما مفعولان من وجهة نظر اللغة الألمانية، لكن قد يكون أحدهما مضافاً إليه أو اسماً مجروراً في العربية)، إلا أن الألمانية لاتستخدم أحرف الجر للقيام بذلك على الإطلاق.

ذلك يتم من خلال مايُعرف بحالات الاسم الأربع: Nominativ (الاسم المرفوع)، Genitiv (اسم الملكية)، Dativ (المفعول به غير المباشر)، وأخيراً Akkusativ (المفعول به المباشر).

في جميع الجمل الأربعة السابقة سيتم تصريف الكلمة رجل كمفعول به غير مباشر (Dativ) والكلمة تفاحة كمفعول به مباشر (Akkusativ).

4) الضمائر الشخصية.

يوجد العديد من الضمائر الشخصية في العديد من الحالات، نذكر منها الضمائر الشخصية الاسمية (أنا، أنتَ، أنتِ، هم، هنّ، هو، هي، ...)، ضمائر الملكية (تأتي في العربية موصولةً بالاسم: كتابـه، كتابـها، كتابـهم، كتابـنا، ...)، وضمائر الوصل (الذي، التي، اللذان، اللواتي، ...) وغيرها الكثير.

بالطبع، الضمائر الشخصية، كغيرها من الأسماء، يجب أن تُصرّف من أجل عدم الوقوع في أيّ لغطٍ. على سبيل المثال في الجمل:
أنا أعطيهِ الكتابَ.
أنا أعطيها الكتابَ.
أنا أعطيهم الكتابَ.
جميع الضمائر في الجمل السابقة (هو، هي، هم) واقعة في محل مفعول به غير مباشر (لمن أعطي الكتابَ؟)، وبالتالي يتم تصريفها في الألمانية على أنها Dativ.

أنا أراهُ.
أنا أراها.
أنا أراهم.
مجدداً، جميع الضمائر هنا واقعة في محل مفعول به مباشر (من الذي أراه؟)، وبالتالي يتم تصريفها في الألمانية على أنها Akkusativ.

إذا علمت أن الضمير هو مصرفاً كمفعول به غير مباشر في الألمانية هو ihm، وكمفعول به مباشر هو ihn، تُصبح الجمل السابقة في الألمانية كمايلي:

أنا أعطيهِ الكتابَ. = Ich gebe ihm das Buch.

أنا أراهُ. = Ich sehe ihn.

5) كيف نميز بين حالات الاسم الأربع في الألمانية؟

ذكرنا أن للاسم في الألمانية أربع حالات هي Nominativ, Genitiv, Dativ, Akkusativ.
سيكون من السهل معرفة فيما يتوجب علينا تصريف الاسم كـ Nominativ إذ أن هذا الاسم يجب أن يكون فاعل الجملة في الأغلبية الساحقة من الحالات.

أيضاً من السهل معرفة وجوب التصريف كـ Genitiv إذ أن ذلك يُقابل المضاف إليه في العربية.

للأسف، لن يكون من السهل المتييز بين تصريفي الـ Dativ والـ Akkusativ، إذ أن قسماً من الأفعال (المتعدية) في الألمانية يستوجب مفعولاً به مباشر (وهو القسم الأكبر منها)، وقسماً يستوجب مفعولاً به غير مباشر (وهو القسم القليل)، وقسماً يستوجب كليهما. الطريقة الأفضل لتمييز ذلك هي للأسف المعرفة المُسبقة بهذه الأفعال.
هناك قاعدة بسيطة هنا نستخدمها مع الأفعال المتعدية لمفعولين، إذ يجب أن يكون أحدهما شخصاً عاقلاً، ويُصرف عندها كمفعول به غير مباشر (Dativ)، والآخر شيئاً ما، ويُصرف عندها كمفعول به مباشر (Akkusativ).

مثال: أنا أعطي المرأةَ كتابَ الرجلِ.

في الجملة السابقة أربع أسماءٍ وفعلٌ (كما تُفهم في الألمانية). الأسماء الأربع هي:
أنا: ويجب أن يكون Nominativ إذ أنه الفاعل في الجملة.

المرأةَ: ويجب أن يكون Dativ إذ أن الفعل يعطي يتعدي إلى مفعولين في الألمانية، هما في هذه الحالة المرأة والكتاب، وبما أن المرأة هي الشخص العاقل ستكون مفعولاً به غير مباشر حسب قاعدتنا السابقة.

كتابَ: وهو المفعول به المباشر للفعل يعطي، بالتالي يجب أن يكون Akkusativ.
 
الرجلِ: ويجب أن يكون Genitiv إذ أنه مضافٌ إليهِ في الجملة السابقة.

ملاحظة: تُصبح الجملة السابقة في الألمانية: Ich gebe der Frau das Buch des Mannes.

أيضاً، يوجد عددٌ كبيرٌ من الأفعال التي تستوجب أحرف جرٍ للربط بينها وبين المفعول به (سواء كان مباشراً أو غير مباشرٍ)، وهنا توجد العديد من العوامل للحكم على نوع الاسم المفعول.
أحد أهم العوامل هو حرف الجر بذاته، فبعض أحرف الجر تستوجب أن يكون الاسم اللاحق مفعولاً به غير مباشرٍ (نذكر منها mit, bei, zu)، بعضها يستوجبهُ أن يكون مفعولاً به مباشراً (نذكر منها für, um)، والقسم الأخير قد يستوجب أياً منهما حسب حالة الجملة (نذكر منها  auf, an).
إذا صادفنا حرف جرٍ من الحالة الثالثة (ولمعرفة ذلك يجب، للأسف مجدداً، أن تكون لدينا معرفة مسبقة بأحرف الجر)، عندها سيحكم الفعل فيما إذا كان الاسم التالي لحرف الجر مفعولاً به مباشراً أو غيرَ مباشرٍ. القاعدة لذلك بسيطة: إذا دلّ الفعل على القيام بحركةٍ ما، فالتصريف الصحيح هو Akkusativ، وفيما عدا ذلك يكون التصريف الصحيح Dativ.


بقي شيءٌ أخيرٌ. الأولاد في الفيديو يعرضون ماتعلموه في المدرسة، إذ أن كلّ حالةٍ لاسمٍ ما في أيّ جملةٍ (وهي أربع حالاتٍ) يُقابها اسمٌ استفهاميٌ ما للسؤال عنها.
هذه طريقةٌ غير مجديةٍ مع غير الألمانيّ إذ أنها تستوجب، دعنا نقل، إحساساً باللغة.
في حالة الـ Nominativ نسأل باستخدام  wer (من) أو was (ماذا).

هذه هي التفاحةُ. Das ist der Apfel.
من هذا أو ماهذا؟ Wer oder was?
التفاحةُ. Der Apfel.

في حالة الـ Genitiv نسأل باستخدام wessen (= لمن).

يُعجبني لونُ التفاحةِ. Ich mag die Farbe des Apfels.
لون من/ماذا؟ (بمعنى: لمن اللون الذي يعجبني؟) Wessen Farbe?
لونُ التفاحةِ. Die Farbe des Apfels.

في حالة الـ Dativ نسأل باستخدام wem (وهنا تكمن المشكلة في هذه الطريقة لمتحدثي العربية، إذ لاتوجد في العربية أداة استفهامٍ تقابل wem تماماً، نظراً لاختلاف طريقة بناء اللغتين. لذلك ننصحك في الكثير من الحالات بعدم محاولة الترجمة عند تعلم الألمانية، بل بمحاولة فهم الجملة من وجة نظر الألمانية)

ماأقولهُ هنا لايُهمّ التفاحةَ. Was ich hier erzähle ist dem Apfel egal.
لايهم من؟ Wem ist es egal?
التفاحةَ. Dem Apfel.



في حالة الـ Akkusativ نسأل باستخدام wen (= من) أو was (= ماذا).

أنا أشاهدُ التفاحةَ. Ich sehe mir den Apfel an.
من أو ماذا؟ (بمعنى: ماالذي أشاهدهُ؟) Wen oder was?
التفاحةَ. Den Apfel.


مرةً أخرى، الأولاد يعلمون مسبقاً بأي أداةٍ يسألون، وبالتالي هذه طريقةٌ غير مجديةٍ لأجنبيٍ يتعلم الألمانية، إذ لن يكفي أن يعرف أداة السؤال المناسبة في لغته الأم، فالقضية أبداً ليست قضية ترجمة.